من الصعب بالنسبة لك مثل الكثيرين نسيان
تجمعك مع عائلتك على المائدة وأنت صغير وتناولكم الطعام في وقت محدد وتبادل
الأحاديث والتجارب والسمر والضحك على المائدة، حتى لو كان هناك خلافات بين العائلة
يظل وقت تناول الطعام وقت مقدس تتجمع عليه كل أفراد العائلة، ولكن ما أهمية تناول
الطعام سوياً بغض النظر عن كل هذه الأحاسيس الجميلة، فهل الأمر يتوقف على بعض
الأحاسيس الجميلة وفقط ام ان الأمر له أبعاد اخرى، تعرف على كل هذه الامور في
السطور التالية.
أهمية تناول العائلة الطعام على مائدة واحدة:
1- لماذا ينبغي ان نأكل سوياً:
1- الترابط الأسري:
تناول وجبة واحدة من الطعام بشكل يومي تجتمع
فيه كل أفراد الأسرة يعزز الحوار بين أفراد الأسرة مما يسبب الترابط بين افراد
الأسرة وخلق جو أسري، هذا بالإضافة للعديد من الفوائد الصحية الأخرى، فإن لم
يتناول الأبناء الطعام خارج المنزل سيدفعهم لتناول وجبات غير صحية على الإطلاق
ودفع الكثير من الأموال ولا تدري مع أي رفيق تناول أطفالك طعامهم هل هو صديق صالح
أم صديق سوء.
2- تناول الطعام على مائدة واحدة لكل أفراد
الأسرة يعزز التعلم:
لا شك ان تناول الطعام على مائدة واحدة يدفع
الأطفال لطرق أسئلة متعددة والتي يجيب عليها الآباء والأمهات من واقع خبرتهم، علاوة
على أن هناك فرصة كبيرة للأب والأم لاختيار مواضيع تناسب أعمارهم بحيث يتم تزويدهم
بالخبرة في النقاط التي يحتاجونها.
3-
تعلم مهارات التواصل الإجتماعي والاستماع الجيد:
من خلال تناول الطعام على مائدة واحدة وإجراء
حوارات جيدة وفعالة سيتعلم الأطفال آداب الحوار وكيفية إجراء حوار فعال وإدارته
وطرق التواصل الإجتماعي والاستماع للآخر والتعبير عن الرأي بإحترام حتى لو كان مخالف
لرأي الطرف الآخر، ولكن ينبغي على الأب والأم أن يكونا خير مثال على كل هذه الأمور
أثناء الحوارات والنقاشات التي تدور على المائدة ليقتدي بهم اطفالهم.
5- تقدير واحترام تقاليد العائلة:
المبادئ لا تتجزأ ولو شب الطفل على احترام
وتقدير وقت محدد تجتمع فيه العائلة وعدم مخالفته فهذا يعني احترام تقاليد العائلة
وتقديرها وعدم مخالفتها.
2- كيف يمكننا تحديد موعد يلتزم به جميع
أفراد العائلة:
1- تحضير وجبات يحبها الجميع:
سيصبح تناول الطعام في موعد محدد أولوية لدى
الجميع إذا وجد الجميع الطعام المفضل لديه موجود.
2- لو كان هناك طبيعة حياة مختلفة كيف يتم
التعامل؟
لو كان الأب مثلاً لديه أعمال في مواعيد
تناول الطعام لا يمكن تأجيلها أو حتى الأبناء كان لديهم مواعيد دراسية هامة لا
يمكن تأجيلها يمكن تحديد يومين أو ثلاثة في الاسبوع أو حتى يوم واحد يتم الإتفاق
عليه ولا يتم خلف هذا الموعد مهما كانت الظروف ويتواجد فيه الجميع لتناول الطعام
حول نفس المائدة.
3- المرونة امر هام:
يمكن تغير موعد الطعام بتقديمه أو تأخيره حسب
المواعيد المناسبة للجميع فينبغي توفر المرونة فهو موعد أسري لتناول الطعام والسمر
وليس موعد عمل.
4- تشارك الجميع أمر يزيد المودة والرحمة
والحب ويزيد من الروابط الأسرية:
فيمكن ان يتشارك كل شخص بما يستطيع عمله، من
يستطيع مساعدة الأم في تحضير الطعام وإعداده يفعل ذلك وهناك من يساعد في نقل
الصحون وإعداد المائدة والآخر يرفعها وينظف المائدة وهناك من يغسل المواعين، لا
نقول أبداً إسناد مهام وجعلها واجبات فهذا الأمر قد يجعل الجميع ينفر من تناول
الطعام على مائدة واحدة هروباً من المسؤوليات ولكن ينبغي أن يسير الأمر بسلاسة
وطبيعية كل شخص يقوم بما يستطيع القيام به لتحلو المشاركة.
5- ابتعد عن الأجهزة الإلكترونية أثناء تناول
الطعام:
فلا ينبغي تشغيل التلفاز أو الإنشغال بأجهزة الهاتف
المحمول ومواقع التواصل الإجتماعي ولا حتى الصحيفة وإلا فلن يكون هناك أي معنى أو
فائدة من الإلتفاف حول المائدة وتناول الطعام سوياً.
6- عبر عن الحب:
إنها فرصة رائعة لتبادل المشاعر الإيجابية
بين أفراد العائلة، وننصحك عدم مناقشة أية خلافات أو مشاكل أثناء تناول الطعام،
فقط اجعل الحديث يصب حول المشاعر الإيجابية وفقط، ولا تتحدث أيضاً عن المهام
والواجبات فلا تتحدث مع أطفالك عن مهامهم وواجباتهم حتى لا يعتبر الأطفال هذا
الوقت وقت الحساب.
عزيزي القارئ هل كنت تتوقع أن تناول الطعام على مائدة
واحدة يحمل بين طياته كل هذه الفوائد لبناء أسرة وعائلة ذات ترابط أسري جيد؟، ولكن
كل هذه الفوائد ليست في تناول الطعام على مائدة واحدة فقط بل في أي نشاط تجتمع فيه
العائلة وتتحاور وتتناقش، شاركونا تجاربكم وآراءكم.