جلست أمام نافذتي ..
ليل ساكن..
وهواء عليل..
تنهدت بعمق..
أطلقت زفرة حارة..
تأملت القمر...
فوجدته كما هو..
لم يتغير..
كما هو بجماله ... ورونقه...
لؤلؤة بيضاء .. على ثوب مخملي أسود..
لم أمل تأمله...
ولم يملني هو أبداً....
فنحن صديقان..
أو... عاشقان..
يهوى كلانا الآخر...
تمنيت لو لمسته...
لو عشت فيه...
ليحوينني بكل مشاعري...
بكل أحلامي...
وبكل أحزاني..
بكل خوفي وقلقي..
بكل اضطراباتي..
بكل ما يحويه قلبي..
بحبي وشوقي ..
بكل آهاتي وزفراتي ..
فهو وحده من يفهمني...
هو وحده من يشعر بي...
مددت يدي...
ناديته ... وناديته...
لم يجب... ولم أنتظر الرد...
فهذا هو حالي دائماً...
صوت صامت...
أو لحن ساكت...
لا يسمعه غيري..
ولا يغيثه أحد...
ارتسمت على شفتي ابتسامة باهتة...
ضاعت وسط قسمات اليأس...
والخوف... والحيرة...
تراجعت... أغلقت نافذتي...
خطوت عدة خطوات مترددة... ومبتعدة...
فجأة... توقفت...
عدت لنافذتي...
فتحتها بتردد...
ونظرت للقمر مرة اخرى...
نظرات تائهة...
أو مستغيثة...
تنتظر بلهفة...
لعلها تجد أي رد...
أطلقت زفرة حارة...
وهمهمت.. لا فائدة..
أغلقت نافذتي...
وغادرت الغرفة...
على أن أعود في نفس الموعد...
لأتأمل قمري...
لعلي أجد الرد...
(ترى من هو القمر؟)
بقلم منار طه