تسع دروس حياة لا يمكن تعليمها لطفلك المراهق

 

في الوقت الذي تجد فيه أطفالك تحولوا لأطفال مراهقين تعتقد أنك هيأتهم لمواجهة الحياة وأنك علمتهم ما يحتاجونه في هذه المواجهة، ولكن ماذا عن تلك الأشياء التي لا يمكن تعليمها  لهم، فهناك أشياء لم نستوعبها نحن إلا بعد أن وجهناها كمراهقين، ولا شك أن هذه المواقف تركت انطباعها علينا ورسمت الكثير من جوانب شخصيتنا، في السطور التالية ستجد تسع دروس حياة مهما تكلمت فيها مع طفلك لن يتعلمها إلا بعد مواجهتها.

تسع دروس حياة لا يمكن تعليمها لطفلك المراهق:

1- القلوب المكسورة تُشفا دائماً:

هذا هو أصعب الدروس التسع التي لا يمكن أن يتعلمها طفلك أبداً سوى بعد أن يخوض التجربة، مهما حاولت حفظ ابنك من الوقوع في هذا النوع من الألم لا بد من أن يقع به، ومهما حاولت أن تشرح له أنه سوف يُشفا من الألم لن تستطيع أن تقنعه بذلك، لا بد من أن يخوض التجربة بنفسه، ولا يشترط أن ينكسر قلبه في تجربة عاطفية فقط، بل قد ينكسر أيضاً في فشله في ما يحاول تحقيق نجاحه به أو في أحد العلاقات مع أصدقائه أو أقاربه، فالأمر سيحدث لا محالة ولكن لا تقلق عليه سيتخطى هذا الأمر.

2- لا تدع سيارتك تنفذ من الغاز:

عندما يبدأ ابنك يقود سيارة وبعد أن يتخطى السن القانوني، ستسأله دائماً إن كان هناك وقود في سيارته أم لا وتذكره بوضع وقود في السيارة، ولكنه لن يعطي هذا الأمر أهمية إلا بعد أن يتعرض لموقف ويكاد ينفذ الوقود من سيارته ويجد البنزيمة مغلقة أو لا يوجد بها بنزين ويطر للبحث عن أخر وينفذ الوقود بالفعل ويتصل بمن يساعده ويذهب لجامعته أو موعده متأخراً، هنا فقط سوف يتعلم الدرس.

3- الحياة ليست دائماً عادلة:

(هذا ليس عدلاً) هذه الجملة التاريخية التي نطق بها أغلب الأطفال المراهقين إن لم يكن جميعه، ولكن الحقيقة أن الحياة حقاً ليست عادلة، بالطبع لا بد من مواجهة العقبات التي قد تدمر كل المجهود والتعب الذي بذله طفلك، ولكن هذا الدرس من الصعب تعليمه لطفلك ينبغي تركه يتعلمه بمفرده، حتى لا يتحول لحجة يستخدمها الطفل في أنه بذل كل ما يمكن بذله ولكن الحياة ليست عادلة، فقط راقبه وراقب سعيه واتركه يتعلم هذا الدرس مفرده.

4- في بعض الأحيان يضطر الإنسان لعمل أشياء فظيعة:

لن يدرك طفلك هذا الأمر إلا بعد أن يتعرض لموقف صعب، تلك الأمور المرعبة التي يتصور طفلك أن بإمكانه أن يهرب منها، كأن يخبر صديقة بوفاة أحد والدية أمر مزعج بالتأكيد قد يضطر الطفل لعمل ذلك في سن المراهقة، ويحاول مواساة صديقة وشد أزره.

5- أن يكون لديك صديق جيد أمر يحتاج الكثير من الجهد:

من الممكن الآن أن تتذكر أصدقائك الجيدين وأنت صغير، ستتذكر الكثيرين منهم، ليس من الصعب أبداً أن تجد صديق جيد ولكن الصعب أن تحافظ على علاقتك بهذا الصديق، كم صديق من أصدقائك القدامى أن على علاقة جيدة به إلى الآن، هذا أمر يصعب أن تعلمه لطفلك.

6- هناك دروس في الفشل:

مهما قلت ذلك مراراً وتكراراً لطفلك عندما يفشل في أمر ما، لن يتفهم ذلك، مع مرور الوقت سيصبح لديه مرونه أكثر وسيستطيع التعامل مع الفشل والتعلم منه وتخطيه بشكل أفضل، ولكن مهما قلت له سيعتبر كلماتك مواساة له وفقط.

7- الحزن أمر طبيعي:

لا يمكن أن تقنع طفلك أنه سيمر بلحظات حزن، وأن هذه الأحزان أمر طبيعي وستمر، لا يمكن وصف تلك اللحظات إلا بعد أن يواجها، مثل وفاة أحد والديه أو صديقه أو حتى حيوانه الأليف في المنزل.
8- ادخار بعض الأموال:

لا شك أنك تدخر بعض المال لشراء لعبة لطفلك أو أخذه في أحد المطاعم كل شهر، ولكن يصعب أن تقول لطفلك أن يدخر من مصروفه الشخصي بعض المال ولو قليل جداً، أن تطلب من طفلك أن يدخر من أجل اليوم الذي يحتاج فيه المال لن يستجيب لك، سيتعلم ذلك عندما يحتاج المال لتغير هاتفه المحمول أو  لإصلاح سيارته وفقط.

9- كن الشخص الذي يُعتمد عليه:

هذا ما تتمنى أن يكون عليه طفلك وتنصحه به دائماً، وتأكد أن طفلك يسعى لذلك، ولكن لا شك أنه إنسان له هفواته وله الأمور التي يحبها والتي تخالف هواك أو تخالف القيم والمثاليات، لابد وأن يكون لطفلك هفواته وأخطائه في بعض الأحيان خاصة وأنه ينقصه الكثير من الخبرة.

الحياة صعبة ولا شك في ذلك، لا يمكن تدريس دروس الحياة ولكن الحياة فقط هي التي تعلمنا هذه الدروس، اترك طفلك يكبر وينضج ويتعلم وفقط قم أنت بتعزيز الوازع الديني عند طفلك فهذا هو الأمر الوحيد الذي سيحميه وسط دروب الحياة ودروسها وعقباتها.