رمضان هو شهر العبادة والقرب من الله عز وجل،
ولكن للأسف إرتبط رمضان بالصيام وقراءة القرآن وصلاة التراويح فقط، ولا ينتبه الصائم
أنه إذا قام بعمل تعديل بسيط فقط في طريقة الصيام وقراءة القرآن والصيام فسيكون
ثوابه مضاعف لا محالة ولا شك في ذلك، وهذا التعديل البسيط هي بعض السنن التي قد لا
ينتبه لها الكثير، فلنجعل شهر رمضان القادم رمضان مختلف عن بقية شهور رمضان الماضية،
لنحدث ذلك الفارق البسيط في العبادة والكبير في الأجر والثواب عند الله وإليكم
فيما يلي أشهر وأسهل السنن الرمضانية التي قد يغفل عنها الكثير.
7 سنن رمضانية ضئيلة الجهد عظيمة الثواب:
1- التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، وهذه العبادة يقوم بها الكثير من المسلمين على أنها من العادات ومن التقاليد فقط أو من الواجبات الإجتماعية ولكنها سنة من السنن الرمضانية التي يؤجر عليها المسلم إذا ما إستحضر النية وتكون بذلك أيها القارئ العزيز حولت العادة لعبادة أو لسنة رمضانية.
2- تعجيل الفطر في رمضان، قد يفهم الكثيرين هذه العبادة بشكل خاطئ ويظن
أن المقصود بالفطر تناول كميات كبيرة من الطعام والجلوس أمام المائدة الممتلئة
بالأطعمة المتعددة ولكن هذه السنة الرمضانية المقصود بها الإفطار فور سماع أذان
المغرب ولو على عدد قليل من التمرات أو حتى شربة ماء فينبغي كسر الصيام فور سماع أذان
المغرب ولا فائدة دينية أو حسنات إضافية سجنيها المسلم إذا قام بتأخير الإفطار
ففترة الصيام تنتهي فور سماع أذان المغرب فلا تُضيع هذه السنة الرمضانية الجميلة
وأيضاً قد يُفطر الكثير من الصائمين في شهر رمضان فور سماع أذان المغرب بسبب شدة
العطش أو الجوع دون إستحضار نية عبادة تعجيل الإفطار فجدد النية في شهر رمضان
المقال لتحصل على مزيد من الحسنات بسبب هذه السنن البسيطة.
3- الإفطار على التمر، فمع إشتداد الحر يلجأ الكثير من الصائمين
للإفطار على العصير أو الماء ولكن أصل السنة هي الإفطار على التمر فمن لم يجد
فليُفطر على الماء ثم يأكل بعدها ما يشاء وللتمر فوائد صحية متعددة كما أنه يُمد
الجسم بالسكريات التي يحتاجها الجسم بعد فترة الصيام.
4- تفطير الصائمين، فمن فطر صائماً له مثل أجره ولا ينقص من أجر
الصائم شيئاً وقال تعالى:
"ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا"
5- تأخير السحور،
نظراً لظروف الحياة القاسية ونظراً لمواعيد العمل المبكرة يلجأ الكثير من الصائمين
لتناول وجبة السحور الساعة الثانية عشر ليلاً أو قبلها لينامو بعدها ويستقظو
مبكراً وقد يلغي البعض وجبة السحور تماماً ولكن حث الرسول عليه السلام على تناول
وجبة السحور فقال (تسحرو فإن في السحور بركة) وحث عليه السلام أيضاً على تأخير
السحور فقال "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور" ولا يلزم
أبداً تناول كميات كبيرة من الطعام قبل الفجر مباشرة بل أقل القليل من الطعام
والشراب يفي بالمهمة ويحقق الثواب والأجر ويجزِء عن هذه السنة الرمضانية عظيمة
الأجر والثواب.
6- قيام رمضان إيماناً وإحتساباً، ولا يوجد عدد معين من ركعات القيام فقُم ما إستطعت فالكثير من
المسلمين في رمضان يثقل بعد تناول وجبة الإفطار ولا يستطيع الذهاب للجامع لقيام الليل
وللأسف يوجد بعض المساجد التي تلتزم بعدد كبير من ركعات الليل أو تُطيل في ركعات
قيام الليل مما يجعل المسلمين يستثقلون صلاة قيام الليل ولكن لا تترك هذه السنة
العظيمة وهذا الثواب الكبير يَفلت من بين يديك ويمُر شهر رمضان مرور الكرام دون
الحصول على هذا الثواب العظيم بالطبع صلاة الجماعة ثوابها أعظم بسبع وعشرين درجة
ولكن إذا لم تستطع فلا تُضيع هذا الثواب العظيم وصلي بأهل بيتك لتنالو جميعاً ثواب
هذه السنة الرمضانية.
7- قراءة القرآن والإعتكاف في المسجد وكثرة الدعاء لاسيما في العشر
الأواخر في رمضان، فكلاهما
سنتين عظيمتين ولا شك أن رمضان شهر القرآن والعبادة والإعتكاف ولكنه أيضاً شهر
المسلسلات التي تُعرض بكثافة كعرض أول على الكثير من القنوات الفضائية المتعددة
وليكن لك الخيار أيها القارئ العزيز فالمسلسلات كلها يتم إعادتها بعد رمضان ولكن
ثواب رمضان الذي تركته لن يعود بعدها فوازن بين الخيارين وإختر ما يُسعدك وتذكر أن
ليلة القدر في العشر الأواخر فيها الثواب العظيم والدعوات المستجبات.
نهايةً تذكر عزيزي
القارئ أنك إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجوارحك عن الحرام ولا تؤذي غيرك
بلسانك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء جعل الله صيامك وقيامك وسائر عباداتك في
ميزانك يوم القيامة وكل عام وأنتم بخير.